The act of writing

I remember reading Alberto Moravia’s novel “Boredom” in my 8th grade when my friend lent me her copy, telling me that in this book I will find consolation for my loss of interest in life I complained to her about. I was so fascinated by the fact that even boredom can be an inspiring experience to a writer, and how the main character of the novel was simply a bored artist. Later in my teenage years, I grew fond of Sylvia Plath’s poetry, expressing her depression beautifully without having to sugarcoat it.

I believe that I have always had tendency for sad contemplations -though not for sadness-, but I do not know how or when I started to reflect only when I feel melancholic. Melancholy is a beautiful condition and it’s a call for aesthetic considerations, an encounter with one’s own self.

imageBut to face yourself can be a quite tedious task, for that I never read my old diaries. In fact, I only use them to hide things I never want to read or see again. And now I keep buying myself notebooks that I abandon without even using them. Poor unread words and poor empty pages.

I have been thinking that I’m having a writer’s block which explains my very few recent posts here fairly. But now I realize it’s only because whenever I write I expect better thoughts and verses. Expecting too much from yourself as a poet/writer can be destructive to your skills as you start to lose appreciation for the words you utter and thoughts you write down.

Well, Charles Bukowski wouldn’t have become a poet if he expected much from his so-called talent, would he? That was a joke – I mean, I do believe that poetry is a platform for all debatable matters, including both depression and beautiful women’s asses, haha.

عن ورشة عمل أساسيات المناظرة

حاولتُ التّملص في الأيّام الماضية من وعدي بكتابة مقالة عن تجربتي مع ورشة عمل “أساسيات المناظرة” الّتي أقيمت ببلديّة الجّفرة بداية شهر نوفمبر الحالي، محاولتي هذه لم تكن بسبب انشغالي بالدّراسة بقدر ما كانت بسبب خوفي من ألّا أكتب بشكل وافٍ عن أربعة أيام شديدة الكثافة، فبعيداً عن مجالي الدّراسي العلمي وعن قوانين الطبيعة، أنا أؤمن بأنّ بعض الأيّام أشد كثافة وأكثر تركيزاً من الأخرى، وقد كانت أيّام الورشة السّخية بالأخذ والعطاء من ناحية المادّة العلميّة، وباذخة بصداقات جديدة واعدة دليلاً على ذلك.  وهكذا، لذات السّبب الذي جعلني أحاول التّملص، وبسبب شعوري بالامتنان لكلّ من كان جزءاً من هذه التجربة، قرّرت أن أوفِ بوعدي.

%d8%a3%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b1%d8%b4%d8%a9

أُقيمت ورشة العمل بمدينة هون بتنظيم من المجلس الثّقافي البريطاني بالتّعاون مع جمعية شباب التّغيير الحضاري ضمن المشروع الإقليمي لصوت الشّباب العربي الّذي يعمل على تأسيس منابر للأصوات العربية الشّابة. قام المدرّبان المعتمدان من قِبل صوت الشّباب العربي ونادي الحوار والمناظرة عبد الرّحمن الزّوبية ومحمد أبو سنينة بطرح المادّة العلمية للورشة بشكل احترافي وممتع على 25 متدرب/ـة من نشطاء المجتمع المدني وطلبة الجّامعات من مختلف مدن الجّفرة. 

%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af
صورة من اليوم الثالث يظهر فيها المدرب محمد أبو سنينة وهو يوضح بعض أساسيات المناظرة للمتدربين

شعرتُ بالحظ يقف إلى جانبي وأنا واقفة بينهم، فالمعلومات الّتي أغدق بها المدرّبان علينا حفّزت نقاشات شيّقة بيننا كانت غنيّة ومثمرة، كما تخلّلت العشرين ساعة الّتي قضيناها معاً تمارين جماعيّة وفرديّة منوّعة لتعزيز فن الإلقاء لدينا والقدرة على الإقناع والتّحكم في لغة الجسد وسرعة البديهة وما إلى ذلك.  مارسنا المادّة المعطاة عمليّاً كمناظرين وميسّرين لمجموعة من المناظرات التدريبيّة التي تنوّعت مقولاتها، أُقيمت بثلاثة مباني (نماذج) عالميّة قياسية للمناظرة هي: مبنى البرلمان البريطاني ومبنى كارل بوبر ومبنى ميس الممدّد. كان المدرّبان يعقّبان على أداء الجميع مما ساعد على سرعة التّطور وترابط الحجج المطروحة وقوة فحواها في وقت قصير.

%d8%aa%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%86-1
خلال تمرين يساعد على تطوير سرعة البديهة أشرف عليه المدرب عبد الرحمن الزوبية

في اليوم الأول وخلال نقاشنا لأهداف المتقدّمين المرجوّة من هذا التّدريب، بحتُ للجميع -بصراحة مع بعض الخجل- أنني لا أجيد إطــالة أحاديثي مع من يخالفني الرّأي، ليس انفعالاً وتعصّباً لرأيي، لكنني ببساطة أفقد اهتمامي بأفكار الرّأي الآخر بسرعة.  لكن من خلال تجربتي مع برنامج صوت الشّباب العربي، كان عليّ في بعض المناظرات أن أؤيد ما أعارض من أفكار وأن أعارض ما أؤيد، واستطعت في كلتا الحالتين استنباط إيجابيات المواقف الّتي لا تمثّلني، وأخذ سلبيات آرائي الشّخصية في عين الاعتبار بحياديّة أكبر.  المناظرة تجعلنا ندرك كلٌ من مأساويّة التّطرف في قناعاتنا وأهميّة تقدير الرّأي الآخر وتقبّله، ولهذا فإننا كليبيين في أمسّ الحاجة اليوم لنشر ثقافة المناظرة واتّخاذها كأسلوب حياة من أجل تحقيق حلمنا بدولة تحضننا بمختلف توجهاتنا.

%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b8%d8%b1%d8%a9-%d8%aa%d8%af%d8%b1%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d8%a9-2
صورة لأول مناظرة تدريبية أقيمت بالورشة في ثاني أيامها

شهد حفل الختام الّذي أقيم عشيّة آخر أيّام التّدريب مناظرة علنيّة ساخنة بين 6 من المتدرّبين، طُرحت فيها مقولة “هذا المجلس سيفصل كلّيات بلديّة الجّفرة عن جامعة سرت”، كانت مناظرة حماسيّة جدّاً قُدّمت فيها حجج قويّة أحدثت تغييراً في الرّأي العام للحضور الذي تجاوز عدده المئة.

لا أحد يفضّل قراءة أو سماع الكلمات والأوصاف المبتذلة، لكننا ندرك جميعاً أنّها صارت مبتذلة لسبب ما، حيث يصعب علينا إيجاد ما هو أصدق منها في وصف مشاعرنا العظيمة، لهذا سأكتب بصدق وبكلّ بساطة أنّه يصعب عليَّ تصديق أنّ “20 ساعة فقط” قادرة على صناعة كل هذا التّغيير الهائل الذي شهدته في نفسي وفي الجّميع، وأنّه رغم قصرها إلّا أنّها حضنت الكثير من الذّكريات الجميلة -التي لن أنساها لوقت سيطول كثيراً- جمعتنا مدرّبين ومنسّقين ومتدرّبين، ورغم مرور وقت لا بأس به منذ ورشة العمل إلّا أنّي لا أزال مغمورة بالحب والامتنان اللذان كلّلا آخر أيّام الورشة حين لم يرغب أيٌّ منّا بمغادرة المكان الذي جمعنا كأسرة صغيرة محبّبة.

%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d9%81%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%aa%d8%a7%d9%85

أخيراً، تقديراً منّا للرسالة العظيمة التي أوصلها لنا المدرّبان ولإيماننا بقوّة الكلمة الّتي نراها الوسيلة الحقيقيّة لصنع التّغيير، فإنّ لقاءاتنا هنا بالجّفرة لم تنقطع منذ بداية الورشة، سعياً لتأسيس نادي بالمنطقة يعزّز من لغة المناظرة والحوار لتشهد بلادنا أخيراً نهاية للتعصّب وللغة السّلاح وليُحدث صوتنا المسموع تغييراً حضارياً سلميّاً يليق بليبيا.

30.نوفمبر.2016

Levitation

For some reason -which could simply be that it’s nine in the morning and I have not slept yet-, I decided to share on my blog some lines of an email I wrote to a friend to answer the question:

What is my culture to my life?

Folk arts, traditional food that’s very nicely made, fascinating colorful clothes, remnants of the old city that’s now abandoned and only visited during an annual festival, bittersweet stories about the war Libyan Mujahids took against the Italian invasion until Libya’s independence was announced in December 1952, amusing songs little girls used to sing and lovable games played such as Om Al-Bel and Neggeza. Overall, a beautifully imagined past that I’ll never happen to be a part of so I cling on what remained of it, wishing I believed in all the fables I was told.

It’s really nice and humane to be connected to your past, to acknowledge your roots and make sense of your history!

But what is it like to be bonded to and burdened with that?

To be awakened to the fact that the past you once thought was perfect was actually as unbearable as your present is, to know that the little girls who sang beautiful songs back then were trying to kill time as they were not allowed to go to schools and get educated, and you see the fascinatingly colorful clothes hid under black sheets, and when you see death is real and is all around you, you realize that Jihad is a sugarcoated word that means Murder.

Maybe that’s one reason why I love traditional Libyan food so much, it still tastes as good as it has always did since I was a little child! Sometimes I come to think that I am a happy miserable person because my misery inspires me greatly. For example, I’ve made this painting a while ago in which I tried to describe my relationship with my culture, I named it “I levitate above everything and I see myself*”.

image
or more of my sketches and artworks, please visit my Instagram account@safaspapers

I think I should not publish posts on here without sleeping, but oh well…


*Quoted from The Saudi artist Tagreed Albagshi.

لنزيح ما كدس في عقولنا منذ الصغر

كنت أجالس ابن أختي الصغير الذي لا يبلغ من العمر سوى ثمانية أشهر حين غصت في التفكير في وضع ليبيا الحالي المريب، في جبهات الحرب التي فاضت بها شوارع بنغازي وأهلكتها، في القلق الذي يجوب العاصمة والذي أوشح ملامحها بشيء من النقصان والخضوع وعدم الرضى، وفي التوجس المهيمن على المدن الأكثر إستقرارا كما هو الحال في مدينتي. لكن أكثر ما يربكني من كل هذه الفوضى هو الكم الهائل من الطاقة المهدرة بالبلاد.

في المدرسة كثيراً ماتذهلني (الطاقة) خلال حصص العلوم، فأستمتع كثيراً بدراسة أشكالها، وإدراك حقيقة أنها لا تفنى، وأن الإنسان منذ بدء الخلق سعى لتسخيرها في ما يفيده، فأشعل النار للدفئ والإنارة، ولحماية نفسه ومأواه، وسير الطاقات البشرية لبناء الأهرامات.

IMG_7804086552229
لوحة لصديقتي الفنانة Roya Reload

حدث أن كانت الثورة الليبية ناراً بالبلاد، فكان صوت المعتقدات المتضادة شرارة أوقدتها، والشباب فتيلها و إنتشار السلاح زيتاً يغذيها، فهدر الشباب إما مكدساً في إنتظار أبواب الجامعات لتفتح، أو معلقاً في جبهات القتال يتوهم بشكل مخزي لعب دور المناضل.

لا أعلم من أين لهؤلاء الشباب الكم الهائل هذا من الحقد والكره، عندما أجاري الأحداث على التلفاز و الأخبار التي يتناقلها الناس -وقلما أفعل- أتسائل كثيراً كيف كانت طفولة كل منهم، لعلها ألعاب الفيديو الدموية التي تشبعت طفولتهم بها فقتلت إنسانيتهم؟ أو لعلها كلمات الأهل التي أثرت سلبا فيهم، مثل “خليك راجل وأضرب” التي جميعهم يكررها بمكر ما أن يروا طفلهم يبكي بسبب شجار بدل من تعليمهم ثقافة العفو والسماح عند المقدرة والإعتذار عند إقتراف الخطأ.

صنعوا من الشباب جيشاً مفتول العضلات فاغر الفاه، مملوء اليدين فقير الإيمان، جعلوا منه جيشاً عدوا لنفسه! طاقة مهدرة!

قاطع أفكاري بكاء ابن أختي الذي مل اللعب وشعر بالإجهاد وترائى لي في نظرته النعاس، فتحت له أغنية هادئة لينام فما أن سمعها حتى صار يهز جسمه كله ويرقص ويصدر أصواتاً تنم عن الإنسجام، هذا الطفل الذي ما أظنه يدرك ما يفعل بعد، لكن لغريزة الإنسان سلطة على العقل والإدراك.

إننا البشر لخلقنا والفن والحب معجونان في طينتنا، وإننا خلقنا جميلين كما هو الله تعالى، وخلقنا للجمال، وإن كل جزء من كياننا لحقاً أحد أشكال الطاقة في هذا الكون، حتى صوتك وصوتى يحملان من الطاقة ما يشعل ناراً وما يخمدها، فلنزيح ما كدس في عقولنا منذ الصغر مما يشوب صفاء غريزتنا تحت مسميات التربية والأخلاق والعقاب، ولنعكس اللوحة الفنية بداخل كياننا التي منها ولها خلقنا.