لماذا كلما شاهدتَ وجهك النّضِر في المرآة تذكرت جاركم العجوز الذي تُنسيه شكواه من هذا الزمان التذمرَ إزاء صحته المتدهورة، والذي يوشم حنينُه للماضي وجهَه بالتجاعيد؟
هي الحرب فقط التي لا تستحي من توشيح الصغير بملامح الشيخوخة ودس الكثير من الرماد والدموع في عينيك الفضوليتين اللتين لم تريا الكثير من العالم بعد!
تنهب منك كل ما تخلّست سابقاً من رضى في لحظات سعادة مزعومة، وتُخفض من السقف الذي يعلو سحابات خيالك وتُحيطك بأسوارٍ تضيق بك وتوبّخك كلما تيقّظت من قيلولة وحاولتَ تمديد أطرافك الشاحبة التي ما عاد الدم يتذكر سبيله إليها فيعود النعاس يدغدغك لتدوم قيلولتك بدوام هذه الحرب اللعينة.
أتسائل ماذا ستفعل الحرب بك وبي وبجاركم الذي سئم عدّ أيامه؟ وأتسائل ماذا سنفعل نحن حيالها وحيال من إنتشلوا ورود الأحياء لزرع الألغام؟ وماذا سنفعل حيال من دفعتهم فرحة مادامت للعودة لبيوتهم لتسكن أخيراً أشلائهم أركاناً مختلفة من البلاد؟